هناك اختلاف قائم فمنهم من يرى السحر حقيقة ومنهم من يرى أنه مجرد خدع وتمويهات وتخييلفالقول الاول (السحر حقيقة ) هو قول اهل السنة والجماعة ومن أدلتهم على ذلك :-
قوله تعالى:{ واتبعوا ما تتلو الشياطين على ملك سليمان وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر وما أنزل على الملكين ببابل هاروت وماروت وما يعلمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر فيتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرء وزوجه وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله ويتعلمون ما يضرهم ولا ينفعهم ولقد علموا لمن اشتراه ما له في الآخرة من خلاق ولبئس ما شروا به أنفسهم لو كانوا يعلمون }(البقرة: 102)
أما القائلون بأن السحر لا حقيقة له - وهو قول عامة المعتزلة وآخرين - فيتلخص رأيهم في أن السحر مجرد تمويه وتخييل فلا تأثير له لا في مرض، ولا حَلٍّ، ولا عَقْدٍ، وبناءً عليه فإنهم يجعلون السحر نوعاً واحداً وهو سحر التخييل دليلهم في هذا قول الله تعالى: { فإذا حبالهم وعصيهم يخيل إليه من سحرهم أنها تسعى } (طه:66)
وهنا نرى أنفسنا مطالبين بذكر التوضيح الذي قرأناه ونحن نبحث في هذا الموضوع
فصحيح ان الله أخبر في هذه الآية أن عمل أولئك السحرة إنما كان تخيلاً لا حقيقة..." الا ان الاستدلال بهذه الآية مدفوع إذ ليس فيها أن السحر لا يكون إلا من قبيل التخيل، بل غاية ما تدل عليه الآية أن سحر السحرة في زمن فرعون والذي وقع في ذلك الموطن كان من ذلك القبيل، لا أن كل أنواع السحر كذلك .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية (إيضاح الدلالة في عموم الرســالة)
※ ※ ※