هل المرأة لا تستطيع الحمل؛ بسبب مس جني وانتقاله من الأم الحامل إلى الطفل؟ وهل ما يقوله الملبوس بالسحر في بعض حالات التشنج صحيح، كأن يقول من هو الساحر وأين وضع سحره؟ وما هو العلاج الشرعي للسحر؟ وهل ما يقوله بعض الشيوخ من أن السحر في الوجه أو الرحم من خلال النظر فقط صحيح؟ وهل التعامل مع هذا النوع من الشيوخ حلال أم حرام؟الإجابــةبسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة/ حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أما السحر فهو ثابت بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، ومن المعلوم قطعاً أن له تأثيراً، فمن السحر ما يؤثر في الإنسان في عقله، ومنه ما يؤثر في بدنه، بل إن من السحر ما يقتل الإنسان، وقد نص الله تعالى على تأثيره بقوله: {يعلمون الناس السحر} ثم قال تعالى: {فيتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرء وزوجه}.
فأثبت جل وعلا تأثيره وأنه يحصل بسببه التفريق بين الزوجين وغيرهما، ومع هذا فإنما يؤثر بقدرة الله وقهره وسلطانه، وقد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم سُحر وشفاه الله تعالى، وأنزل لذلك سورتي الفلق والناس، والحديث مخرج في الصحيحين وغيرهما.
والمقصود أن تأثير السحر حق ثابت، ولذلك كان من الممكن جداً أن يضر السحر في المسحور فيمنع الإنجاب سواء في الرجل أو المرأة، لأن هذا من جنس الأمراض التي يمكن إصابة الإنسان بها عن طريق السحر، وهذا يحتاج لبسط ليس هذا موضعه.
وأما ما يقوله المسحور من أن فلاناً سحره، أو يخبر عن موضع السحر، فهذا يحتمل الصدق ويحتمل كذلك الكذب، لأن الجني المتلبس بالإنسان قد يخبر لذلك قهراً نتيجة القراءة عليه، وقد يكذب فيدعي أن فلاناً هو الذي تسبب في السحر، وذلك ليوقع الخصام والشقاق والفتنة بين الناس، لا سيما الأقارب منهم، ولذلك فلا بد من عدم الاندفاع في تصديقه وأخذ كلامه على أنه حق مسلّم، بل يتثبت في ذلك كله، فإن الجن خلق فيهم ظلم عظيم وكذب كثير، لا سيما من يتسلطون على الإنسان بالمس والأذى.
وأما عن علاج السحر، فانه ممكن بحمد الله تعالى، فإن الله تعالى ما أنزل داءً إلا أنزل له دواء، والعلاج يتم أولاً بحسن التوكل على الله تعالى وتفويض الأمور إليه، ومعرفه أن الضار والنافع هو الله، كما قال تعالى عن أهل السحر: {وما هم بضارين به من أحدٍ إلا بإذن الله} وقال صلى الله عليه وسلم: ( إذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك) رواه الترمذي في سننه.
والخطوة الثانية في علاج السحر هي استخدام الرقية الشرعية، وذلك بأن يقرأ القرآن، والأدعية المشروعة على المسحور، ومن الرقى النافعة المجربة، أن يقرأ في إناء من ماء هذه الآيات وهذه السور، سورة الفاتحة وسورتي الفلق والناس والإخلاص (قل هو الله أحد) وآية الكرسي، وآخر آيتين من البقرة (آمن الرسول ... إلخ) رقم ( 102 – 103) من البقرة أيضاً، والآيات رقم ( 118 – 122) من سورة الأعراف، والآية رقم ( 80) من سورة يونس، وقوله تعالى: { ولا يفلح الساحر حيث أتى} من سورة طه.
وطريقة القراءة أن تقرأ الآية أو السورة ثم ينفث في الماء نفثاً بالريق ثم يصب هذا الماء على رأس المسحور، وتعاد الرقية إلى حصول الشفاء إن شاء الله تعالى.
وأما الذهاب إلى الشيوخ لعلاج السحر، فإذا كان الشيخ صالحاً عاملاً بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، فهذا يجوز التعامل معه ولا حرج في ذلك، مع أنك تستطيعين القيام بهذه الرقية بنفسك ولا حاجة لك بالذهاب لأحد من الناس، وهذا هو الأفضل، وخاصة أن كثيراً من الناس يستغلون المريض وأهله، وربما كانوا من الدجالين يأكلون أموال الناس بالباطل، ولذلك فإن قيامك برقية نفسك أو من يحتاج إلى ذلك من أهلك خير لك من الذهاب لبعض الناس الذين قد يوقعونك فيما لا تحمد عقباه.
ونسأل الله لكل المسلمين ولكم الشفاء والعافية من كل شر للمزيد من المعلومات أو الكشف عن حالك المرجوا الاتصال بالشيخ على الرقم 00212648150950