الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فالزواج -يا ابني- مشروع العمر، وهو مشروع الدنيا والآخرة إذا أحسنا الاختيار والتخطيط له.
فهو ليس رحلة لعدة أيام ثم تنتهي، أو حفلة أو ثوب عندما ننتهي منه نقذف به خارج حياتنا، نحن لا نتزوج من باب الشفقة أو الملل والوحدة، ولا نتزوج حتى نُرضي الآخرين.
1- الزواج لا بد أن يكون قراراً نابعاً من داخلنا، ورغبة أكيدة أن ذلك الشخص الذي اخترناه هو الشخص المناسب والمكافئ لنا، وليس بسبب الضغوط والعنوسة أو لحل مشكلاتنا، لأنه إذا كان كذلك فمصيره الفشل أو عدم الاستقرار.
2- لابد أن نختار الشخص المناسب "صاحب وصاحبة الدين" غير الغالي ولا الجاني، يؤدي الفرائض، يخالق الناس بالخلق الحسن.
فهل هذه المرأة لديها من الأخلاق ما يجعلها أهلاً لهذا الارتباط، وأنا من خبرتي الطويلة لم أجد أجمل من زوجه "ودود هادئة الطباع".
3- هل لديك المقدرة المادية لتحمل أعباء هذه المرأة وأولادها وأبنائك أيضاً في المستقبل، وهل سوف تكون زوجة تدعمك وتقف بجانبك، فالحب عطاء، وعطاء بدون انتظار مقابل.
4- هل لديك الاستعداد لتحمل هذا القرار ومواجهة الجميع والوقوف بجانبها كرجل، أم أنك سوف تنسحب في أول مواجهة، وتتركها وأبناءها فريسة لويلات الطلاق للمرة الثانية؟ أنت أعلم يا ابني بشخصيتك ومقدار نصحك ومدى قوتك وتحملك للمسؤولية.
5- هل سألت عنها بما يكفي، وسألت عن أسرتها وعن زوجها وظروفها من مصادر أخرى، أم أنك اكتفيت بما قالته هي لك وأرادت منك أن تفهمه؟
يا ابني السيارة عندما نريد شراءها نظل أشهراً نسأل عن مواصفاتها، فما بالك بزوجة المستقبل، ألا يستحق الموضوع منك أن تسأل عنها؛ حتى تكون على بينة من أمرك؟ القرار قرارك وليس قرار أخيك، ولا تبنِ قراراتك بناءً على تجارب الآخرين، استفد فقط من الإيجابيات وتفادي السلبيات.
6- الزواج الناجح –ابني- في حاجة إلى أركان وأسس:
1- في حاجة إلى قبول وارتياح للطرف الآخر.
2- في حاجة إلى معرفة حقيقية للطرف الآخر، معرفته كإنسان ومعرفة عيوبه قبل حسناته، وقبول عيوبه كما هي، وأن ترتبط به بدون أن تحاول أن تغير هذه العيوب، لأنك لن تستطيع أن تغير الآخرين إلا إذا قرر الطرف الآخر التغيير من نفسه. نحن نؤثر في الآخرين، ولكن لا نغيرهم إلا إذا أرادوا ذلك، ومن عيوب هذه الإنسانة التي تريد أن ترتبط بها أنها مطلقة ولديها أبناء، فهل لديك استعداد أن تتزوجها وأنت مرتاح من الداخل، بدون أن تعقد آمالاً أنك بعد الزواج سوف تقنعها بأن تترك أبناءها؟.
3- أن لا يكون هناك تنازلات قبل الارتباط كبيرة نكون غير راضين عنها في أعماقنا، أو غير مقتنعين بها على أمل أن نغير ذلك بعد الزواج.
4- أن لا يكون هناك عيوب ومؤشرات واضحة سلبية في الطرف الآخر واضحة قبل الارتباط لا نرغب بها، ولكننا نتجاوز عنها لمجرد الزواج مثال: الإدمان –البخل- العصبية الانحراف السلوكي....الخ.
5- التكافؤ الاجتماعي –المادي- الفكري.
6- أن يكون الطرف الآخر على قدر من المسؤولية –القدرة على العطاء والحب الحقيقي –والاحترام.
إذا كانت هذه الشروط موجودة في هذه المرأة فاعقلها وتوكل، وليس عيباً أن تكون مطلقة أو أرملة، المهم أن تكون امرأة قادرة على صنع جيل وأسرة سعيدة متماسكة منسجمة مع زوج ناصح ومسؤول وصاحب قرار.