التأسيس:
تنسب الطريقة البدوية إلى الشيخ أحمد بن علي البدوي المولود في مدينة فاس بالمغرب سنة 596هـ (1199م)؛ حيث تذكر كتب البدوية أنه نزل مع أسرته مهاجرا من المغرب إلى مكة، إلا أنه أقام بمصر، وتوفي البدوي في مدينة طنطا بمصر سنة 675هـ (1276م)، وهو عند الصوفية أحد الأقطاب الأربعة (إضافة إلى الجيلاني، والرفاعي، والدسوقي)، وطريقته من أكبر الطرق الصوفية في مصر، ولها فروع كثيرة، وشارة الطريقة هي العمامة الحمراء، والعلم الأحمر، ويحتفل بمولد الرفاعي في ثلاثة مواسم الأشهر منها في شهر أغسطس، وتتوافد عليه الجموع من كل أنحاء مصر، ويقيم الأتباع حلقات الذكر، ويطوف الخليفة مع أتباعه المدينة، ويعتبر مولد أحمد البدوي أكبر موالد مصر.
منهجها:
ورد في كتب الطريقة أن منهجها يقوم على تمسك المريد بكتاب الله وسنة النبي، وأن يكون دائم الطهارة، وراضيا عن الله، وأن يترك ما في أيدي الناس، ويتحمل أذاهم، وأن يكون عالما بأن الشيطان عدوه كما أخبره الله عز وجل، كما تحث على عدم حب الدنيا؛ لأن حبها يفسد العمل الصالح، وتحث على الشفقة على اليتيم، وصلة الأصدقاء والأخوة والأقارب، والإحسان.
استفاد الشيخ البدوي في تأسيس طريقته من مشايخ الصوفية السابقين عليه، وخاصة ما يتعلق بأسلوب التعليم والتربية، إلا أن البعض انتقد هذه الطريقة بسبب ما وصفوه بالمبالغات والهالات التي أحاط بها أصحاب الطريقة مؤسسها، ومن هذه المبالغات على سبيل المثال ما كثرت به كتبهم من أن البدوي كانت تمر عليه الأربعون يوما لا يأكل فيها، ولا يشرب، ولا ينام، وهو شاخص ببصره إلى السماء، وذكروا أيضا أنه كان يحدق ببصره نحو السماء لا لينظر في النجوم، ولكن ليطالع تجليات الحق، ويتابع أنوار الذات، ومن كثرة هذه المطالعة انطبعت على محيّاه هذه الأنوار، وتركت أثرا ظاهرا يقرؤه كل واحد، فكان يستر وجهه باللثام ليحجب عن الأعين آثار تلك الأنوار.. وغيرها من الأمور التي وصفها البعض بالمبالغات.