تعاني بعض الأسر من الضيق والهم، وقد يتبادر إلى ذهنها بأن هناك من سحر لها أو كاد لها، ثم تذهب بعض هذه الأسر إلى المشعوذين والدجالين ليحتالوا عليهم ويوهمونهم بالأباطيل والأكاذيب، ويستغلونهم أسوأ استغلال، بينما رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم وجهنا إلى العلاج الحاسم والدواء الشافي، وهو علاج سهل ميسور في متناول الجميع، لا أحد يعجز عنه، فعن أبي أمامة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (اقرؤوا سورة البقرة فان أخذها بركة وتركها حسرة ولا تستطيعها البطلة).
والبطلة: هم السحرة. لقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم هنا بقراءة سورة البقرة وبين لنا فوائد هذه القراءة بقوله فإن أخذها بركة أي أن البركة ستكون من نصيب قارئ هذه السورة، و هي بركة شاملة لكل ما يخص قارئها، فالبركة تعود على ماله وأولاده وصحته ووقته وأمور دينه ودنياه، فالسعادة والشفاء سببها تلك البركة من عدمها بإذن الله ويذكر لنا النبي صلى الله عليه وسلم أن ترك قراءة هذه السورة حسرة، وتأمل كلمة حسرة أي ندامة، ولكن على ماذا إنها على تلك البركة والخير والأجر الذي فات كل من لم يقرأ هذه السورة التي لا تستطيعها البطلة أي السحرة، فهذه السورة بفضل الله تكون حامية لقارئها من السحر والمس والعين، ومن كان به شيء من ذلك (السحر العين المس) فإنه إذا واصل قراءة هذه السورة فإن الشياطين لا تستطيع أن تقاوم مع هذه القراءة فتضعف وتستسلم فيزول ما كانت تحرسه ويبطل ما كانت تعمله. تأمل قوله صلى الله عليه وسلم (لا تستطيعها البطلة). فنصيحتي لكل عائلة أن تحرص على قراءة هذه السورة المباركة يومياً، ليبعد الله عنها الهم والوهم والكيد والسحر وكافة الأمراض والأعراض النفسية والجسدية، والله الموفق.