إنّ عملية تجفيف الأعشاب و النباتات الطبية هي من أهم الأعمال في المحافظة على المواد الفعالة في النبتة ووقايتها من الفساد ، وإعدادها للتخزين ،
وتستهدف عملية التجفيف إزالة الماء كلياً من النبتة أو الأجزاء المعدة منها لأن بقاء جزء قليل من رطوبة النبتة فيها يعرضها عند التخزين للتخمر والتعفن فتفسد وتفقد كل خواصها ، وتجفيف الأوراق والأزهار يجب أن يتم في الظل ، وليس بتعريضها لأشعة الشمس ، لأن الشمس تسبب ذبولها وتفقدها نضارتها ولونها الزاهي وقسماً كبيراً من فعاليتها .
أما البذور فيفضل أن تجفف في الشمس ، وبالنسبة للجذور فتجفف بعد غسلها وتنظيفها جيداً ومن ثم تشق طولياً إلى نصفين وتقطع إلى قطع صغيرة وتوضع في الشمس مباشرة على أن تظل الأجزاء متباعدة عن بعضها البعض ويستحسن أن تجفف مرة أخرى في فرن أو فوق موقد لاتزيد حرارته عن 50 درجة مئوية .
وأفضل طريقة لتجفيف الأعشاب و النباتات الطبية تكون بفرد الأزهار و الأوراق بعد قطفها بأقصر وقت ممكن في مكان ظليل تسخنه حرارة الشمس ويجدد هواءه باستمرار ، وذلك بأن نفرد الأزهار والأوراق فوق صفائح من الورق أو شراشف نظيفة بطبقات رقيقة جداً وتحرك من آن إلى آخر حتى يكتمل تجفيفها ، أما إذا كان المكان المعد غير متسع ، ولا يمكنه أن يستوعب الكمية المراد تجفيفها فيمكن تلافي ذلك بعمل صوان من الخشب تعلق بعضها فوق بعض على أن تظل المسافة بين كل صينية والأخرى نحو 20 سم وأن تكون قاعدة الصينية مصنوعة من نسيج واسع المسام لكي يتخللها الهواء من جميع أطرافها .
التخزين بعد التجفيف :
إن التجفيف الكامل للنباتات والأعشاب الطبية يفقدها أربعة أخماس وزنها ولكنه إذا تم وفقاً للطريقة التي ذكرت قبل قليل فلا يفقدها شيئاً من فعاليتها ولا لونها الأصلي إلا بمرور الزمن ، فالنباتات الطبية الجافة تحافظ على كامل فعاليتها تقريباً لمدة سنة كاملة إذا خزنت في محاجير زجاجية أوعلب كرتونية أو معدنية ووضعت في مكان جاف لايتعرض لرطوبة الشتاء ، علماً أن الرطوبة تفسد النباتات الجافة المختزنة إذا تعرضت لها ويعرف ذلك من فساد لونها ورونقها المعهود أو ظهور العفن عليها .
وفي النهاية من الضروري لصق ورقة على كل وعاء يحتوي على نباتات جافة يكتب عليها اسم النبات وتاريخ وضعه في الإناء الذي يحتويه ، حتى لايحصل بالإعتماد على الذاكرة بعض الهفوات التي قد يترتب عليها أخطار جسيمة .