لقد مرّت الحضارة الإنسانية، منذ القدم بمراحل تاريخية هامة، استطاع الإنسان فيها أن يفجر مكامن العلوم، وأسرار المعرفة، فأفاد واستفاد من ثمارها اليانعة، والتي غطت ظلالها العالم كله، إلى أن بلغت في عصرنا هذا منتهى الغاية، وذروة سنام الازدهار والرقي..
لكن رغم هذا التطور الهائل في جميع مجالات الحياة، وإخضاع العلوم والمعارف إلى مقاييس التجربة، والمحاكمات العقلية لا يزال للخرافات والأساطير والكهانة رواج منقطع النظير ومازال هناك اناس ضعيفو الأنفس نذروا أنفسهم للشياطين لافراغ احقادهم في الناس فمارسو السحر والشعوذة ضاربين بعرض الحائط اي قيم أخلاقية او دينية.
لذا واعتبارا منا نحن فريق عمل لجنة الماتودارنا بأهمية هكذا مواضيع وحساسيتها ارتأينا ان نسلط الضوء عليها مراعين بطرحها كل الضوابط الشرعية والعلمية وأخذين بعين الأعتبار الأعمار المختلفة لزوارنا واعضائنا الكرام و متمنين ان نكون قد ساهمنا ولو قليلا في اشباع فضولهم في اكتشاف عالم السحر والشعوذة ,
هذا العالم الغامض
حيث كان جزاء الساحر الحرق بالنار، أوالطحن إلى أن يصير رمادا، بعد أن يتجرع أقصى أنواع التعذيب.
في اللغة : السحر هو صرف الشيء عن وجهه وهو عبارة عما خفي ولطف سببه
قال تعالى: (( سحروا أعين الناس )) أي أخفوا عنهم علمهم.
في اصطلاح الشرع : عرفه ابن قدامة بانه عزائم ورقى وعقد وأدوية تؤثر في القلوب والأبدان فمنها ما يمرض ومنها ما يقتل ومنها مايفرق بين المرء
وزوجه ويأخذ أحد الزوجين عن صاحبه
قال تعالى ( فيتعلمون منهما ما يفرق به بين المرء وزوجه) .