صحيح ان هناك روايات تشجع على اختيار الزوجة البكر، لكن هناك روايات كثيرة تشير الى الاهتمام بالمواصفات والجوانب الأخرى في شخصية الزوجة، مثل كونها كريمة الاصل، وتميزها في تدينها واخلاقها، وكونها ولوداً، مما يعني أن الزواج من امرأة ثيّب لوجود صفات مرغوبة أمر جيد، وحينما يتحدث القرآن الكريم عن تعويض الله تعالى للنبي محمد بزوجات غير زوجاته، بعد أن حصل من بعضهن اساءة له ، كما تشير آيات سورة التحريم، فإن الله تعالى يذكر المواصفات المعنوية لتلك الزوجات، ولا يولي مسألة البكارة أهمية، بل إن الثيب والبكر خياران متساويان يقول تعالى: ﴿عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِنْكُنَّ مُسْلِمَاتٍ مُؤْمِنَاتٍ قَانِتَاتٍ تَائِبَاتٍ عَابِدَاتٍ سَائِحَاتٍ ثَيِّبَاتٍ وَأَبْكَارًا﴾ [17] . ومعروف ان اكثر زوجات رسول الله ثيبات بل لم يتزوج بكراً غير ام المؤمنين عائشة على المشهور، وكذلك تزوج امير المؤمنين على ابن ابي طالب باسماء بنت عميس، بعد ان ترملت من زوجين جعفر بن ابي طالب، والخليفة ابي بكر.
وما نلحظه في مجتعاتنا من بقاء الارملات دون زواج لعزوفهن او لعزوف الرجال عن الزواج بهن امر خاطئ، خاصة اذا كانت المرأة ذات مواصفات جيدة، وفي مقتبل عمرها، وكونها ثيباً قد يكون نقطة قوة، لاكتسابها خبرة وتجربة في الحياة الزوجية والعائلية.