( وَالْمُؤْمِنُونَ كُلُّهُمْ أَوْلِيَاءُ الرَّحْمَنِ )
نتحدث عن موضوع الولاية بفتح الواو من خلال المسائل التالية :
المسألة الأولى
أولًا:
تعريف الوَلاية:
الوَلاية:
المحبة النصرة القرب، فإذا قلنا: فلان ولي الله، أي: أنه يحب الله وأن الله -تعالى- يحبه، وهو ولي الله؛ لأنه قريب من الله -سبحانه وتعالى- .
ثانيًا:
قال -عز وجل-:
(يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ ). المائدة: 54
، فإذا قلنا:
فلان هو ولي الله، فمعناه:
إن الله -تعالى- يحبه، وهذا المؤمن بطبيعة الحال أيضًا هو يحب الله -عز وجل-،
فالوَلاية من الجهتين:إن الله -تعالى- يحب المؤمنين ويتولاهم، والمؤمنون أيضًا هم يحبون الله -تعالى- ويتولونه، قال -عز وجل-:
﴿ اللهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا ﴾
[البقرة: 275]
فأيضًا جاء في آية أخرى قال تعالى:
﴿ ذَلِكَ بِأَنَّ اللهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَأَنَّ الْكَافِرِينَ لاَ مَوْلَى لَهُمْ ﴾[محمد: 11]
فالمقصود أن الوَلاية والمحبة من الطرفين من الجهتين.
ومما يُذكر في هذا المقام في موضوع الوَلاية وهو أصح حديث في الوَلاية وهو الحديث الذي أخرجه البخاري في قوله -عليه الصلاة والسلام-:
[ يقول الله -تعالى-:
من عادا لي وليًا فقد آذنته بالحرب ]
أو في رواية:
[ فقد بارزني بالمحاربة ]، ثم قال تعالى:
[ وما تقرب عبدي بشيء أحب إليَّ مما افترضته عليه، ولا يزال عبدي يتقرب إليَّ بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي عليها، ولئن سألني لأعطينه، ولئن استعاذني لأعيذنه، وما ترددت في شيء أنا فاعله ترددي في قبض نفس عبدي المؤمن يكره الموت وأكره مساءته، ولابد له منه ]
أخرجه البخاري أو كما قال -عليه الصلاة والسلام- فيما يرويه عن ربه -تبارك وتعالى-.
المسألة الثانية:
شرط الوَلاية:
شرطها ذكر في قوله تعالى:
﴿ أَلاَ إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ ﴿62﴾ الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ ﴾[يونس: 62، 63]،
فشرط الوَلاية الإيمان والتقوى، فمن كان مؤمنًا تقيًا كان لله وليًا.
المسألة الثالثة:
في موضوعنا هذا :
نحب أن نشير إلى أن هناك ولاية منفية عن الله وهي:
ولاية الحاجة والافتقار، فالله -سبحانه وتعالى- عندما يتولى المؤمنين ويحبهم ليس عن افتقار وليس عن حاجة تعالى الله عن ذلك بل هذا تكرم وإحسان وتفضل ومنة منه -عز وجل-، فولاية الحاجة والافتقار منفية عن الله، والدليل على هذا ما جاء في قوله تعالى:
﴿ وَقُلِ الْحَمْدُ للهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُن لَّهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُن لَّهُ وَلِيٌّ مِّنَ الذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا ﴾
[الإسراء: 111] .
المسألة الرابعة:
وهي من المسائل المهمة:
هل يجتمع في المسلم موجب الوَلاية وموجب العداوة؟ يعني هل هذا المسلم يمكن أن الله -تعالى- يحبه من جهة ويبغضه من جهة أخرى؟
نعم، فقد تجد ذاك المسلم الذي يصلي ويفعل جملة من شعائر الإسلام وآدابه لكن عنده شيء من المعاصي والذنوب، فإن الله -عز وجل- يحب هذا المسلم؛ لأنه يصلي ولأنه يصوم ولأنه يؤدي هذه الشعائر الإسلامية الظاهرة، وأيضًا هو -عز وجل- يبغضه على ما تلبس به من معصية فيجتمع فيه موجب أو سبب الولاية وسبب العداوة، كذلك أيضًا نحن في تعاملنا مع أهل الإسلام أيضًا نحن نحبهم ونواليهم على قدر طاعتهم وعلى قدر استقامتهم وأيضًا نبغضهم على قدر معصيتهم وتقصيرهم في حق الله -سبحانه وتعالى-.
- الأولياء الصالحون هم طبقات أو درجات: منهم أصحاب اليمين، ومنهم السابقون، فالسابقون السابقون هم المقربون، وأصحاب اليمين هم الأبرار، فهم ليسوا على درجة وحدة.
- أن الأولياء ليسوا في طبقة معينة في صنف معين من الناس فقد يكون الأولياء من العلماء وقد يكونون من الصناع، قد يكونون من أصحاب التجارات، قد يكونون من عامة الناس، فمن كان فيه هذا الشرط (شرط الإيمان والتقوى) فهو من أولياء الله.
المصدر:
العقيدة الطحاوية ,تقديم ابن ابي العز
شرح الشيخ الدكتور /عبدالعزيز آل عبداللطيف .بارك الله في علمه وعمله.
نسال الله العظيم أن يجعلنا من أولياؤه الصالحين اللهم أمين