تنبني الطريقة القادرية وغيرها من الطرائق الصوفية على مجموعة من الخطوات التعبدية قبل الانتقال إلى الحضرة الربانية والتجسيد الميداني لما هو نظري. ويعني هذا أن الطريقة الصوفية تبتدئ بمرحلة التسخين عن طريق قراءة القرآن و استعراض أحاديث الرسول (صلعم)، والإكثار من الدعاء والتصلية وإنشاد المديح النبوي والتهليل والتسليم، لينتقل المريد بعد ذلك تحت عناية القطب والشيخ ومساعده إلى مرحلة التجربة والممارسة العرفانية التي تستخدم فيها الكوليغرافيا(الحركات الجسدية) الصوفية والتأمل الجواني الروحاني من خلال المرور بمجموعة من المقامات والأحوال والمسالك كالتحلية والخلوة واللقاء والوصال للارتماء في أحضان الحضرة الإلهية المعشوقة.
ويعجز الزمان والمكان واللغة عن أداء وظيفة التواصل بين الذات العاشقة و الآخرين أو تفسير التجربة القلبية والتعبير عنها. لذلك، يلتجئ السالكون إلى لغة الرمز والإضمار والحذف والحدس بسبب قصور هذه الآليات اللغوية والفضائية في التبليغ وتوصيل ماهو ذهني ووجداني وحركي.
وتبتدئ التجربة الصوفية القادرية بالتصلية على النبي صلى الله عليه وسلم ، والدعاء للصحابة رضوان الله عليهم ، والدعاء أيضا للقراء المخلصين وأئمة الحديث والمفسرين والعلماء الراشدين والسادة الصوفية المحققين والأولياء المباركين في مشارق الأرض ومغاربها. ومن هؤلاء المدعوين لهم سلطان الأولياء الشيخ عبد القادر الجيلاني، وأبي القاسم الجنيد البغدادي، والسري السقطي، والمعروف الكرخي، والحبيب العجمي، والحسن البصري، وأبي يزيد البسطامي، وبهاء الدين النقشبندي.... والدعاء كذلك للمؤمنين والآباء والأمهات وشيوخ العلم والمعرفة،
ماخود من منتديات الطريقة القادرية البودشيشية.